
أصبح دمج المنهجيات الرقمية في المشهد الإنساني التقليدي أمرًا ضروريًا لكل من الأكاديميين والباحثين. وفي هذا السياق، أثبتت مدرسة “رقميات” الصيفية الأولى، حول موضوع “العلوم الإنسانية الرقمية بين المحلي والعالمي”، أنها حافز مهم لتعميق فهم التقاطع بين التقنيات الرقمية والدراسات الإنسانية. انطلقت المدرسة عن بعد من 25 إلى 29 سبتمبر 2023، واستمرت حضوريا من 2 إلى 10 أكتوبر 2023، وجمعت 40 طالب دكتوراه من مختلف الجامعات التونسية، بالإضافة إلى جامعات شريكة في غرناطة (إسبانيا) وفيينا (النمسا) وكانت منصة فريدة للتعاون متعدد التخصصات وتبادل المعرفة.
بيئة تعليمية تعاونية للإنسانيين الرقميين
تهدف مدرسة “رقميّات” الصيفية لتعزيز بيئة تعليمية تعاونية وشاملة. ومن خلال تعزيز جو من الاستكشاف الجماعي، شجّع البرنامج المشاركين على استكشاف الأبعاد المختلفة للعلوم الإنسانية الرقمية، مع التركيز على الآثار الأخلاقية للبحث الرقمي، والحفاظ على التراث الثقافي من خلال التقدم التكنولوجي، والاتجاهات الناشئة في مشهد البحث الرقمي. وتم تشجيع تبادل وجهات النظر المتنوعة وإنشاء روابط أكاديمية دائمة، مما مهد الطريق لتجربة تعليمية غنية ومتعددة الأبعاد.
برنامج متنوع وتبادلات أكاديمية
يلبي البرنامج الغني والمتنوع الاحتياجات المتعددة الأوجه لطلاب الدكتوراه من مختلف التخصصات. وكانت الندوات التفاعلية عبر الإنترنت وورشات العمل التطبيقية والرحلات الميدانية إلى المؤسسات المخصصة للحفاظ على التراث الثقافي والموارد الببليوغرافية، بالإضافة إلى التاريخ والدراسات المعاصرة، من العناصر الأساسية للبرنامج. استكشفت هذه الجلسات، التي قادها أساتذة وباحثون ذوو خبرة من جامعات في تونس وغرناطة وفيينا، موضوعات مهمة مثل الأبعاد الأخلاقية للبحث الرقمي، والإمكانات التحويلية للبيانات الضخمة، والدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية.
وأكد النهج الشامل للبرنامج على تطوير المهارات الأساسية، بما في ذلك جمع البيانات وتحليلها، وتفسير النصوص، والتطبيق الأخلاقي للأدوات الرقمية في سياق البحث الإنساني. من خلال إتاحة الفرصة للمتعلمين للتعاون مع الخبراء في هذا المجال، سهلت المدرسة الصيفية تشكيل شبكات وعلاقات قيمة، ضرورية للنهوض بأبحاث العلوم الإنسانية الرقمية في تونس وخارجها.
تحفيز التغيير في العلوم الإنسانية الرقمية
ومن خلال منهجه الشامل والمتعدد التخصصات، نجح البرنامج في رفع الوعي بين طلاب الدكتوراه في تونس حول أهمية العلوم الإنسانية الرقمية. بتمويل من برنامج ERASMUS+ التابع للاتحاد الأوروبي، يظل مشروع رقميّات فرصة لتحسين جودة تعليم الدكتوراه في تونس من خلال دمج الانسانيات الرقمية في البرنامج الأكاديمي. وهكذا، وضعت المدرسة الصيفية الأسس لمجتمع ديناميكي من الباحثين الملتزمين بدفع حدود أبحاث العلوم الإنسانية الرقمية.