حوصلة لمقال الأستاذة درّة الباسي

كان مؤتمر CICNIA، الذي عُقد في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، حدثًا بارزًا في مشهد العلوم الإنسانية الرقمية. جمع المؤتمر باحثين ومدرسين وطلبة، وأتاح فرصة لتقييم التطورات الأخيرة في هذا المجال، واستكشاف الآفاق الجديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الإنسانية الرقمية

سلّطت العروض التقديمية الضوء على الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص والمتون. تتيح الأدوات الرقمية الآن إمكانية استكشاف كميات هائلة من البيانات النصية، وتحديد الأنماط والاتجاهات، وصياغة فرضيات بحثية جديدة. ومع ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يثير أيضًا أسئلة منهجية وأخلاقية. وكما أشار فرانسوا راستييه فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي، على الرغم من قوته، لا يمكنه بمفرده استيعاب تعقيدات النصوص، لا سيما الضمنية منها.

متون متنوعة ومقاربات متعددة

قدم المشاركون مجموعة واسعة من المشاريع البحثية باستخدام المتون الرقمية. وعُرضت دراسات تغطي الأدب والتاريخ وعلم الاجتماع واللغويات. وسلطت هذه المشاريع الضوء على ثراء وتنوع المتون الرقمية المتاحة والإمكانيات العديدة التي توفرها لتحليل البيانات وتفسيرها.

تحديات بناء المتون الرقمية واستخدامها

يطرح بناء المدوّنات الرقمية واستغلالها عددًا من التحديات:

• جودة البيانات: يجب أن يتم بناء المتون الرقمية بطريقة دقيقة وتمثيلية.
• أدوات التحليل: هناك حاجة إلى أدوات مناسبة لتحليل كميات كبيرة من البيانات النصية.
• المسائل الأخلاقية: يثير استخدام البيانات الشخصية مسائل السرية وحماية البيانات.

ورشات العمل: فرصة للتدريب

مكّنت ورشات العمل التي عُقدت بالتزامن مع المؤتمر المشاركين من التعرف على أدوات تحليل النصوص المختلفة، . وقد حظيت هذه الورشات بتقدير كبير من قبل المشاركين الذين تمكنوا من تطبيق المعرفة المكتسبة خلال العروض التقديمية. أتاح المؤتمر فرصة لتقييم البحوث الحالية في مجال العلوم الإنسانية الرقمية والتفكير في القضايا التي ينطوي عليها استخدام الذكاء الاصطناعي. كما أتاح فرصة للتواصل بين الباحثين وتشجيع التبادل بين التخصصات. إن التوقعات المستقبلية واعدة، ولكن من الضروري إجراء المزيد من البحث والتفكير إذا أردنا الاستفادة الكاملة من إمكانات المتون الرقمية والذكاء الاصطناعي.